جدول المحتويات
قصيدة: أحدق فيه أحيانًا أراه قال الشّاعر صاحبُ الأبيات
أُحَدِّقُ فيهِ، أحيانًا أراهُ
وأُمْسِكُ مِنْهُ ما نَفَضَتْ يَدَاهُ
تُرَاوِدُهُ الشُّكُوكُ عن اعتِقَادي
وأؤمِنُ بالكَرامَةِ في ثَرَاهُ
لَهُ مِنْ سَاعِدَيَّ دَمِي وسَيْفِي ولي مِنْ سَاعِدَيهِ .. سَاعِدَاهُ
على قَدْرِ استِطاعَتِهِ
أُغَنِّي وأرقُصُ كيفما اتَّفَقَتْ خُطَاهُ
وأَشْقَى بالسُّؤالِ، وليسَ يَشْقَى وذنبُ (الخِضْرِ) يحْمِلُهُ فَتَاهُ
وُلِدْتُ، معي ابتِسَامَتُهُ ووَجْهِي ودَمْعِي الـمَرْيَمِيُّ ومُقْلَتَاهُ أهزُّ نخيلَهُ ويهزُّ قلبي ويَجْرَحُنِي فتُوجِعُهُ مُدَاهُ ويُسْنِدُنِي إلى عكَّازَتَيهِ وما وَجَعِي وما عكَّازَتَاهُ؟ ويغفِرُ لي مُراهَقَتِي وعَجزي بِحِكْمَتِهِ التي سَبَقتْ صِبَاهُ وأعْشَقُهُ قليلًا .. ثُمَّ أَمْضِي وما لي غايةٌ إلا هَوَاهُ أنا ابْنُ سرابِهِ وحَقِيقَتَيـْـهِ فأينَ مَشَى الغريبُ فَوَالِدَاهُ ألُوذُ بهِ إذا ما ضَاقَ عنِّي وأخرُجُ مِنْ رُؤايَ إلى رُؤاهُ أقولُ لهُ الكَثيرَ بِلا لِسَانٍ وأَسمَعُ ما تَلَاهُ وما مَحَاهُ هوَ الـمَنْفِيُّ بينَ فَمِي وصَوتي فإنْ ناديتُ .. ليسَ سِوَى صَدَاهُ أعُودُ ولا أعُودُ إليهِ مِنِّي وقَدْ غَادَرْتُ .. إلا عن حِمَاهُ
قصيدة: ولي وطن آليت ألا أبيعه يقول ابن الرومي:
أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى مُقِرَّاً بضيمٍ يتركُ الوجهَ حالِكا ولي وطينٌ آليت ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا عهْدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة ً كنعمة ِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرته عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا وقد ضامني فيه لئيمٌ وعزَّني وها أنا منه مُعْصِمٌ بحبالكا وأحْدث أحْداثاً أضرَّت بمنزلي يريغُ إلى بيْعَيْهِ منه المسالكا وراغمني فيما أتى من ظُلامتي وقال لياجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا فما هو إلا نسجُك الشعرَ سادراً وما الشعرُ إلا ضلَّة ٌ من ضلالِكا مقالة ُ وغْدٍمثلُه قال مثلها وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا صدوفاً عن الخيراتِ لا يرأمُ العلا ولا يحتَذي في صالحٍ بمثالِكا مِن القومِ لا يرعَوْنَ حقاً لشاعرٍ ولا تَقْتَدي أفعالُهم بفعالكا يُعيّر سُوَّالَ الملوكِ ولم يكُن بعارٍ على الأحرارِ مثلُ سُؤالكا مُدِلاًّ بمالٍ لم يُصْبهُ بحِلّه وحَقِّ جلال اللَّهِ ثم جلالكا وحَسْبي عن إثم الأليَّة زاجرٌ بما امتلأَتْ عيني به من جمالكا وإني وإنْ أضحى مُدِلاًّ بماله لآمُلُ أن أُلفَى مُدِلاًّ بمالكا فإن أخطأتْني من يَمينيْكَ نعمة ٌ فلا تخطِئْنه نقمة من شمالكا فكم لقي العافون عَوْداً وبدأة ً نوالكَ والعادون مر نكالكا وقد قلت للأعداءِ لمَّا تظاهروا عليّ وقد أوعدتهم بصيالكا حذارِ سهامي المُصميات ولم تكن لتُشوى إن نصَّلتها بنصالكا وما كنتُ أخشى أن أُسام هضيمة ً وخدَّاي نَعْلا بِدْلة ٍ من نعالكا فجلّ عن المظلوم كل ظلامة ٍ وقتْك نفوسُ الكاشحين المهالكا وتلك نفوسٌ لو عُرِضن على الردى فِداءً رأى ألاّ تفي بقبالكا
قصيدة: إليك إليك يا وطني مناي وفتنة العصر يقول الشاعر مطلق عبد الخالق
إليك إليك يا وطني مناي وفتنة العصر نفاثة والهٍ كمد يهيم بذكرك العطر خيال سناك يؤنسني ضحى الفجر وفي السحر وقلبي في جوانحه تثير حنينه فكري فيحيا فيك من أمل ويهدأ وهو في سعرِ حديث علاك يطربني ويوم لقاكَ من وطري وبرق سناك يشعرني بقدس شبابك النضر ونور هداك يبعدني عن الأحداث والغير عن الدنيا وما فيها وفي الأرضين من بشر أراك في ذرى النجم وفي الشمس وفي القمرِ وفي النسمات سارية وفي متموج الزهر وفي الأحلام ساجية وفي الأشباح والصور وفي فرحي وفي حزني وفي جدي وفي سمري أنا أفديك يا وطني بروح ثائر أشر ونفس لا تزعزعها رواسي الخوف والحذرِ وقلب فيه موجدة على الأيام والعصرِ وفكر ملؤه ثقة بعدل اللَه والقدر فداؤك كلُّ مضطهدٍ وكلُّ معذب الفكرِ يرى الآلام تنهشُه فيصبرُ صبر مقتدرِ يقدس لذَّة الألم ويعبد بهجة الكدرِ وهل ورد بلا حسك وهل شهد بلا إِبر وهل نستافُ يا وطني نسائم زهرك العطرِ بلا ألم يطهرنا من الأرجاسِ والوضر متى ألقاكَ يا وطني وهلَّا ينتهي عمري متى قد طالَ منتظري متى قد عيلَ مصطبري أنا في هذه الدنيا غريبُ الدار والوطرِ